موسوعات نداء الابمان





الجامع لمؤلفات الشيخ الألباني /الجنى الداني من دوحة الألباني /الـذاكـر / القرآن الكريم مع الترجمة / القرآن الكريم مع التفسير /القرآن الكريم مع التلاوة /المكتبة اللغوية الإلكترونية /الموسوعة الحديثية المصغرة الموسوعة الفقهية الكبرى /برنامج الأسطوانة الوهمية /برنامج المنتخب فى تفسير القرآن الكريم /برنامج الموسوعة الفقهية الكويتية /برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة /برنامج حقائق الإسلام في مواجهة المشككين /برنامج فتاوى دار الإفتاء في مائة عام ولجنة الفتوى بالأزهر /برنامج مكتبة السنة /برنامج موسوعة المفاهيم الإسلامية /برنامج موسوعة شرح الحديث الشريف فتح البارى لشرح صحيح البخارى وشرح مسلم لعبد الباقى وشرح مالك للإمام اللكنوى /خلفيات إسلامية رائعة /مجموع فتاوى ابن تيمية /مكتبة الإمام ابن الجوزي /مكتبة الإمام ابن حجر العسقلاني /مكتبة الإمام ابن حجر الهيتمي /مكتبة الإمام ابن حزم الأندلسي /مكتبة الإمام ابن رجب الحنبلي /مكتبة الإمام ابن كثير /مكتبة الإمام الذهبي /مكتبة الإمام السيوطي /مكتبة الإمام محمد بن علي الشوكاني /مكتبة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي /موسوعة أصول الفقه/موسوعة التاريخ الإسلامي //موسوعة الحديث النبوي الشريف//موسوعة السيرة النبوية//موسوعة رواة الحديث //موسوعة شروح الحديث//موسوعة علوم الحديث//موسوعة علوم القرآن//موسوعة علوم اللغة//موسوعة مؤلفات الإمام ابن القيم//موسوعة مؤلفات الإمام ابن تيمية/

حمل برامج قرانية

تحميلات : برنامج الذاكرالقرآن مع الترجمةبرنامج القرآن مع التفسيربرنامج القرآن مع التلاوةبرنامج المكتبة الالكترونية.

السبت، 6 ديسمبر 2025

مشروع ويكي المصدر


موقع الويب wikisource.org (متعدد اللغات) ؟  مشروع ويكيميديا التأسيس 24 نوفمبر 2003 الوضع الحالي نشط الجوانب التقنيةاللغة متعدد اللغات التسجيل اختياري أهم الشخصيات 
  ويكي مصدر هي مكتبة رقمية متصلة بالشبكة العنكبوتية مفتوحة للجميع، ويمكن تحميلها على شكل ملف pdf.في هذا المشروع العربي تضم 79٬518 صفحة حتى تاريخ 2020 من الرسائل الأدبية، والكتب والنصوص الدينية والتراثية والتاريخية، والشعر. بدأت ويكي مصدر في نوفمبر 2003 كمجموعة للنصوص الحرة الداعمة لمقالات ويكيبيديا المشروع الأساسي لمؤسسة ويكيميديا. سميت في أول الأمر مشروع سورس بيرغ كمحاولةٍ لنحت اسم ما يعرف بمشروع غوتنبرغ، ثمّ تغيّر اسم المشروع في 6 ديسمبر 2003 إلى ويكي المصدر. وهو مشروع مؤسسة ويكيميديا لجمع وتخزين نصوص الملكية العامة المنشورة سابقًا أو النصوص الحرة التي نفدت حقوق طبعها أو المترجمة ومتوفرة بعدة لغات. انتقل المشروع إلى عنوان موقعه الدائم في 23 يوليو 2004.يستضيف ويكي المصدر أشكالًا أخرى من الوسائط، مثل القصص المصورة، والأفلام، والكتب الصوتية. كما تسمح بعض مصادر ويكي للمستخدمين بإنشاء التعليقات التوضيحية، والتي تخضع لسياسات محددة من الموقع. تعرض المشروع لانتقادات بسبب الافتقار إلى الموثوقية، يتم دعم الأعمال الآن من خلال عمليات المسح عبر الإنترنت باستخدام امتداد تدقيق الصفحة ممّا يضمن موثوقية ودقة نصوص المشروع. استشهدت بمشروع ويكي المصدر منظمات عديدة، كان من بينها منظمات حكوميّة مثل إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية. تاريخ ويكي مصدر أطلق مشروع ويكي مصدر رسميًا في 24 نوفمبر 2003 كمجموعة للنصوص الحرة الداعمة لمقالات ويكيبيديا المشروع الأساسي لمؤسسة ويكيميديا. وخلال أسبوعين فقط من بداية إطلاقه أنشئ ما يزيد عن 1000 صفحة صنفت نحو 200 منها كمقالات فعلية. وسميت في أول الأمر مشروع سورس بيرغ على غرار المشروع الذي كان يعرف باسم مشروع غوتنبرغ. وفي 4 يناير 2004 شهدت ويكي مصدر تسجيل المستخدم رقم مائة، وفي أوائل يوليو 2004 تجاوز عدد المستخدمين المسجلين على الموقع 500 مستخدم، وبلغ عدد المقالات على الموقع أكثر من 2400 مقالة. في 30 أبريل 2005 كان هناك 2667 مستخدمًا مسجلاً من بينهم 18 مسؤولاً، وحوالي 19000 مقالة، كما بلغ في نفس اليوم إجمالي عدد التعديلات في المشروع منذ انطلاقه 96000 تعديلًا. نمت ويكي مصدر نموا مطردا في جميع اللغات، ومنها ويكي مصدر العربية، والتي وصل عدد صفحاتها في مارس 2007 إلى حوالي ألف وخمس مئة صفحة من النصوص الحرة. في 10 مايو 2006 أنشئت أولى بوابات ويكي مصدر. إصدارات اللغاتظهرت الحاجة إلى نسخة عبرية منفصلة من ويكي مصدر في أغسطس 2004 بسبب صعوبة تحرير وعرض النصوص باللغة العبرية التي تكتب من جهة اليمين إلى اليسار، ثم طالب المساهمون الآخرون في الأشهر التالية بإصدارات منفصلة من ويكي مصدر بلغات مختلفة كان من بينها الألمانية، على غرار الإصدار العبري. وفي 23 أغسطس 2005 صدرت نسخ ويكي مصر التي تتيح استضافة نصوص 14 لغة مختلفة، والتي لم تكن تتضمّن الإنجليزية في البداية، وكان كود النسخة الإنجليزية en: يضاف مؤقتًا كي يتم توجيه المستخدم إلى الموقع الرئسيي، قبل أن تعاد هيكلة الموقع في 11 سبتمبر 2005 لتمكين النسخة الإنجليزية جنبًا إلى جنب مع 8 لغات أخرى. ثم أضيفت إصدارات بثلاث لغات جديدة في 29 مارس 2006، تبعتها إصدارات 14 لغة أخرى في 2 يونيو 2006.أصبح هناك إصدارات فرعية من ويكي المصدر بـ72 لغة، منها 70 لغة حية، وإثنين من اللغات البائدة اعتبارات من يناير 2021، ويحتوي مجموع إصدارات اللغات الحية من ويكي المصدر على 4,637,539 مقالة، وعلى 4036219 مستخدمًا مسجلًا، منهم 2,579 محررًا نشطوا مؤخرًا. بينما يحتوي مجموع إصدارات اللغات الميّتة على 13 مقالة فقط. أهم 10 إصدارات لغات فرعية من ويكي مصدر بحسب عدد المقالات الجيدة: الترتيب إصدار اللغة رمز نطاق الويكي عدد المقالات الجيدة إجمالي عدد المقالات عدد التعديلات عدد المسؤولين عدد المستخدمين عدد المستخدمين النشطين مؤخرًا 1 البولندية pl 869,785 902,787 2,689,374 16 29,531 60 2 الإنجليزية en 832,305 3,298,611 10,841,569 25 2,976,369 429 3 الروسية ru 525,844 888,686 4,027,616 5 96,863 105 4 الألمانية de 462,382 508,248 3,729,574 17 66,547 131 5 الفرنسية fr 415,624 3,342,792 11,030,940 18 113,077 281 6 الصينية zh 359,124 1,001,433 1,987,353 7 83,549 134 7 العبرية he 187,115 370,192 1,035,054 18 28,712 101 8 الإيطالية it 157,048 633,147 2,734,012 7 56,074 90 9 الإسبانية es 113,915 244,236 1,134,617 9 74,556 53 10 العربية ar 79,539 163,211 304,502 8 52,298 32 للقائمة الكاملة طالع إحصائيات ويكيبيديا. الأدواتنظام تدقيق الصفحة أثناء العمل على ويكي مصدر قام مطوّر برمجيّات الويب توماس ڨي بتطوير امتداد لبرنامج ميدياويكي لتحسين تدقيق النسخ على مشروع ويكي المصدر سمى بنظام تدقيق الصفحة، حيث يعرض هذا الامتداد صفحات الأعمال الممسوحة ضوئيًا جنبًا إلى جنب مع النصوص المحرّرة بتلك الصفحة، مما يسمح لأي محرر آخر فيما بعد بتنقيح النص، والتحقق من دقته بشكل مستقل، كما يتيح تعديل الصور الأولية لصفحاات الكتب، أو النصوص الممسوحة ضوئيًا باستخدام برنامج معالجة الصور لتصحيح تدوير الصفحات ومعالجة المشكلات الأخرى. يمكن بعد ذلك تحويل الصور التي تم تنقيحها إلى ملف PDF أو ملف DjVu ثم
 
  رفعها إلى مشروع ويكي المصدر، أو مشروع مسؤسسة
  ويكيميديا الشقيق ويكيميديا كومنز. يساعد هذا النظام على ضمان دقة النصوص التي ينشرها المحررون على ويكي مصدر. حيث تظل عمليات المسح الضوئي للصفحات الأصلية للأعمال المكتملة متاحة لأي مستخدم حتى يتم تصحيح الأخطاء لاحقًا، كما يمكن القراء من التحقق من النصوص المكتوبة بالرجوع إلى النسخ الأصلية. يسمح تدقيق الصفحة أيضًا بحجم مشاركات أكبر، حيث لا يشترط الوصول إلى نسخة ملموسة من العمل الأصلي كي يتمكن أي شخص من المساهمة في المشروع، بل يكتفي فقط برفع الصور. وبالتالي فإنه يعزز التزام المشروع بمبدأ ويكيميديا الذي يمكن لأي شخص المساهمة فيه. طور توماس ڨي أيضًا العديد من الأدوات الأخرى، مثل الأداة التي تتيح الاختيار بين عرض النصوص وحدها، أو عرض النصوص المشروحة بالتعليقات التوضيحية، والأداة التي تتيح اخيتار تحديث النصوص الأصلية فقط أو عدم تحديثها.

الخميس، 27 نوفمبر 2025

الإيمان باليوم الآخر

 

التصنيف:الإيمان باليوم الآخر 
 
 قتل ودمار وغاراتٌ وحروب، أريقت فيها الدماء، وأُزهقت لأجلها الأرواح، مؤامرات وخيانات تبدو على صفحات التاريخ كنقاطٍ سود تذمّ أصحابها أينما كانوا، وما أقدموا على فعلتهم المشينة -على الرغم من يقينهم بسوء العاقبة- إلا لسُكرهم بخمرة المال، ولأجله: باع الأخ أخاه، والرفيق رفيقه، واختلس الناس ما لا يحقّ لهم، والمرجع في ذلك كلّه: الفتنة بالمال. إن حب الناس للدنيا قديم، وتعلّقهم بالمال وشغفهم به لا يُوصف، وقد بيّنه الله سبحانه وتعالى في كتابه في معرض الذمّ فقال: {وتأكلون التراث أكلا لمّا * وتحبّون المال حبّاً جمّاً} (الفجر:19-20)، ومثّل له النبي –صلى الله عليه وسلم- بقوله: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) متفق عليه، فلا يزال الإنسان حريصاً على المال لاهثاً وراءه، مستكثراً منه، جمّاعاً له، حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره. وثمّة حادثةٌ مستقبليّة بيّن القرآن الكريم نتائجها، ومرجع ذلك إلى العلم التامّ بطبيعة الإنسان ورغبته في الإخلاد إلى الأرض، ونقصد تحديداً قول الله تعالى مبيّناً عمق افتتان الناس بالدنيا: { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون* ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون*وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين} (الزخرف:33-35)، فالآية تدلّ أنه لولا الخوف على الناس من الفتنة في الدين لأمد الكفّار بأنواع الزخارف وأعطاهم ما يشتهون، إذ لا تزن الدنيا عند الله جناح بعوضة، فكان المنع حمايةً للعباد من هذه الفتنة المتوقّعة. فلنربط هذه الآيات السابقة بالحادثة المذكورة في الصحيحين، والتي تتحدّث عن انحسار الفرات عن جبلٍ كامل من الذهب في آخر الزمان كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا) متفق عليه. وعنه رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة، تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو) رواه مسلم. وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: كنت واقفا مع أبي بن كعب رضي الله عنه، فقال: لا يزال الناس مختلفةً أعناقهم في طلب الدنيا، قلت: أجل؛ إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبنّ به كله، فيقتتلون عليه، فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون) رواه مسلم. إنها الفتنة التي تتضاءل عندها فتنة الناس بمال قارون الذي كان ولا يزال مضرباً للمثل في الطغيان المالي الذي بلغ حدّه ومنتهاه، والذي جاء وصفه القرآني في غاية البلاغة والدّقة، قال تعالى: { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} (القصص:76)، وتنطق أفواه المساكين حسرةً وطمعاً فتقول: { قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم} (القصص:79)، لكنّ فتنة نهر الفرات تفوق نتائجُها ما حصل بسبب الثروة القارونيّة، فإن الأحاديث تتكلّم عن ثروةٍ طائلةٍ تفوق الخيال، ويمكن لصاحبها أن يتربّع عرش العالم بلا منازع، فتدين له الأمم، ويمكنه من خلال تلك الثروة أن يتحصّل على لذائذ الحياة الدنيا بجميع أشكالها. والآن يحسن بنا استجلاء بعض ما تضمّنته تلك الأحاديث، ونبدأ ببيان النهر المشار إليه وهو الفرات، ويقع شمال شبه الجزيرة العربية، فإنه ينبع من جبال طوروس في تركيا وتجري مياهه حتى تصبّ في شطّ العرب، وهو في أيّامنا هذه لا يزال معطاءً ومصدراً للخيرات كما كان في السابق، وسيظلّ كذلك حتى ينحسر عن جبلٍ من الذهب كما أخبر الصادق المصدوق. وعن معنى الانحسار ومقصوده، ذكر العلماء في ذلك أن الفرات يغور ماؤه لينكشف عن الذهب، يقول النووي: " أي ينكشف لذهاب مائه". وقد جاءت الروايات تصف الذهب مرّة بأنّه "كنز"، ومرّة بأنّه "جبل"، ووصف النبي –صلى الله عليه وسلم- له بأنّه كنز باعتبار حاله قبل أن ينكشف، وتسميته جبلاً للإشارة إلى كثرته لا باعتبار حقيقته، كما يقول الحافظ ابن حجر. وعندما تقع هذه الفتنة، ويتسامع الناس بهذا الكنز العظيم، سيتقاطرون من كلّ جانب، في سباقٍ محموم للحصول عليه والاستئثار به، فتتهافت نفوسهم على الجبل الذهبي كما يتهافت الذباب على الحلوى، وبعد ذلك: تحدث المجزرة الكبرى التي أخبر عنها الرسول –صلى الله عليه وسلم- بحيث يُقتل من كلّ مائة تسعة وتسعين، أو من كلّ عشرة واحداً –كما جاء في رواياتٍ خارج الصحيحين-، والمحصّلة: ندرة المتبقّين بعد تلك المقتلة. وفي قول النبي –صلى الله عليه وسلم- حكايةً عن المتقاتلين: (ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو) لفتةٌ تدلّ على عظم هذه الفتنة، والغشاوة التي تغشى عقول هؤلاء بحيث ينسون أن بغيتهم ومطلبهم باهظ الثمن، قد يكون مقابله بذل المُهج والأرواح، وأن فرصة النجاة ضئيلة، ولكنّه الطمع الذي لا ينتهي. يقول الطيبي: " فيه كناية ; لأن الأصل أن يقال: أنا الذي أفوز به، فعدل إلى أنجو ; لأنه إذا نجا من القتل تفرّد بالمال وملكه". ثم يأتي الحديث عن النهي النبوي المذكور: (فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا) والسرّ في ذلك كما يذكر الشرّاح أن النهي متعلّقٌ بالآثار المترتّبة عليه وليس لذاته، ولما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه، فهو من باب سدّ الذريعة، وإلا فإن أصل المال طيّب. ومنشأ هذه الفتنة المستقبليّة التي لم نرها حتى الآن: الاغترار بالدنيا وزخرفها، والحرص على جعل اللذائذ الفانية واعتبارها غاية المراد ومنتهى المطلب، وهو الأمر الذي حذّر منه النبي –صلى الله عليه وسلم- في أكثر من مناسبة، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم، بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) رواه أحمد والترمذي، وعن كعب بن عياض رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال) رواه الترمذي في سننه. بقي أن نُشير إلى مسألةٍ نجدها في الكتب المعاصرة، وهي محاولة تفسير جبل الذهب بالبترول، باعتبار أن الاقتصادات العالميّة تسميّه الذهب الأسود، ولا شكّ في اعتلال هذا المسلك الأعوج في تأويل النبوءات قبل وقوعها وإخراج الألفاظ عن مدلولاتها، وهو ما يُشير بجلاء إلى خضوع الفكر لسطوة المفاهيم الماديّة، والحقّ أن نقول: لن نعلم حقيقة هذا الإخبار الغيبيّ وكيفيّته إلا بعد وقوعه، ممتثلين في ذلك بالأمر الربّاني:{ يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} (آل عمران:7).

مشاهد يوم القيامة كثيرةٌ .

‫استرخاء وتأمل مع المناظر الخلابة وأصوات الطبيعة الهادئة | Calming Nature  Sounds‬‎

 
 التصنيف:الإيمان باليوم الآخر مشاهد يوم القيامة كثيرةٌ ومتنوّعة، تطالُ كلّ أشكال الحياة وأنواع المخلوقات، ويمكننا التعبير بأن يوم القيامة هو بحق: يوم التغيّرات الكونيّة التي يشيب لها الولدان، ومن جملة التغيّرات الحاصلة التي ثبتت في السنّة الصحيحة: تلك الأحوال المتفرّقة التي تكون عليها حال السماوات، كما قال الله عز وجل في محكم كتابه: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} (إبراهيم:48). على أن هذا التبديل للسماوات، ليس مشهداً واحداً، ولا حالاً متفرّدة، بل هو مجموعة من الأحوال المتنوّعة المتراتبة وفق جدول زمني، بحيث تشهد كلّ مرحلةٍ منها مشهداً مغايراً من مشاهد التبديل الحاصل للسماوات يوم القيامة، ونحصي في ذلك جملةً من التغيّرات، مثل: الكشط، والانفطار، والتشقّق، والانفراج، وانفتاحها أبواباً يعاينها الناس، والمَوَران، وهذا هو محور حديثنا هنا. ما هو المور كلمة المَوْر في أصلها تدلّ على معنى الحراك والاضطراب، وهذا الحراك يمتاز بالنشاط والقوّة، لكنّه متوسّط الحال بين الشدّة والضعف، ومما يُذكر من معانيه: التردّد، ويعنون بها التحرّك في الاتجاهات المختلفة، ولذلك جرى تشبيه حركة السماء بجريان السفن واضطرابها نتيجةً لحركة الموج التي تجعل الأشياء في السفينة تذهبُ وتجيء. يُقال: ناقة مائرة، إذا كانت نشيطة في سيرها، كما ذكر ذلك أبو منصور الهروي في تهذيب اللغة، ومار يمورُ موراً: إذا جعل يذهب ويجيء ويتردد. وقال الأزهري: "مارت، أي سالت وترددت عليه، وذهبتْ وجاءت". وبهذا المعنى، ما جاء في كتاب القدر للفريابي، قول عكرمة: " لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فقالت الملائكة: رحمك ربّك، فذهب ينهض قبل أن تمور الروح في رجليه"، أي: قبل أن تتحرّك في جسده. ومما يُستدلّ به على معنى الإسراع ما حدّثت به عائشة رضي الله عنها مخاطبةً عروة بن الزبير. قالت: "يا ابن أختي! بلغني أن عبد الله بن عمرو، مارَ بنا إلى الحج.." القصّة بتمامها في صحيح مسلم. وقد أنشد الأعشى: كأن مشيتها من بيت جارتها ... مور السحابة لا ريث ولا عجل كلام العلماء في حقيقة الموران لم تختلف كلمة العلماء كثيراً عن قول أهل البلاغة في معنى المَوَران، وإن ارتكزت في معظمها على معنى الحراك السريع، فقد نُقل عن مجاهد قولُه في معنى المَوَران: "تمور السماء: أي: تدور دوراً كَدَوران الرّحى، وتكفأُ بأهلِها تكفّؤ السفين، ويموج بعضها في بعض، وأصل المور: الاختلاف والاضطراب". وللإمام ابن القيم محاولةٌ للجمع بين أقوال العلماء، وذلك في قولِه: "..والمَوْر قد فُسٍر بالحركة، وفُسّر بالدوران، وفُسّر بالتموّج والاضطراب، والتحقيق أنه حركةٌ في تموّج وتكفّؤ، وذهاب ومجيء؛ ولهذا فرّق سبحانَه بين حركة السماء وحركة الجبال فقال: {وتسير الجبال سيرا} وقال {وإذا الجبال سيرت} من مكان إلى مكان، وأما السماء فإنها تتكفّأ وتموج وتذهب". الأدلة على حدوث ذلك ورد وصف الموران والتحرّك في السماء يوم القيامة في موضعٍ واحد من القرآن الكريم، وهو قوله سبحانه: {يوم تمور السماء مورا} (الطور: 9). السرّ في المَوَران إذا كان موران السماء يعني: الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب، فما هو السرّ في هذا النوع من التبدّل في حركة السماء؟ فنحن نعلم من خلال المشاهدة والرصد ما عليه الإحكام والاتزان في حركة السماء بما تحتويه من ملايين الأفلاك على اختلاف أنواعها وأحجامها، كما قال عز وجل: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} (يس:40)، فلماذا يختلف هذا الإحكام يوم القيامة؟. نقول: لقد أرادَ الله سبحانَه وتعالى أن يوجد بقدرتِه وحكمته ليوم القيامة الأمارات والدلائل التي تدلّ على تبدّل الأحوال، إيذاناً بالحساب والدخول في اليوم الآخر، فنرى في يوم القيامة الكثير من الأمور غير المعهودة، كانبساط الأرض حتى تصبح مستويةً تماماً لا ترى فيها عِوجاً ولا أمْتاً، وانبثاق الحمم من البحار: {والبحر المسجور} (الطور:6)، لكن الملفت للنظر هو جريانُ سننٍ كونيّة عند حدوث هذا التغيير، فقد هيّأ الله الأسباب لكل مظهرٍ من مظاهر التبدّل، فإذا تحدّثنا عن السماء، فإن المقدّر أن تفتّح أبواباً وأن تنفطر وتتكشّف، ومثل هذا الاضطراب والحراك في السماء في مختلف الاتجاهات –كما يميد البحر بالسفن- يهيّء لمثل هذا الأمر المقدّر من انفطار السماء وتشقّقها، إيذاناً بعظمة الخالق وجبروتِه ومطلق سلطانه وعظمته.

مشروع ويكي المصدر

موقع الويب wikisource.org (متعدد اللغات) ؟  مشروع ويكيميديا التأسيس 24 نوفمبر 2003 الوضع الحالي نشط الجوانب التقنيةاللغة متعدد ال...